وإذا خشي العبد من غلبة الخوف عليه ما يؤدي إلى غلوّ أو قنوط فينبغي له أن يعالج قلبه بما يعظّم فيه الرجاء في الله تعالى من ملاحظة نصوص الوعد، والتفكّر في فضل الله ورحمته، وفضائل الأعمال.
.
رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وشاهد آخر من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن حسن بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
ولا شيء أخوف عندهم من الشرك لأنه محبط لجميع العمل ولا يعفى عمَّن ارتكبه مهما بلغ من العلم والعبادة، كيف وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 65 بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ 66 } وقال في أنبيائه الذين آتاهم الكتاب والحكم والنبوة: { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 88 } وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محبطات الأعمال عامّها وخاصّها تحذيراً شديداً، فالمحبطات العامة هي التي تحبط جميع العمل وهي نواقض الإسلام، والمحبطات الخاصة هي التي تحبط ثواب بعض الأعمال؛ كالمنَّة في النفقة ، والرياء الأصغر في العبادة، وطلب الدنيا بعمل الآخرة في بعض الأعمال، ونحو ذلك.
ولذلك كان العلماء يحذرون ممن يُعرف عنه الإكثار من دعوى المحبة والخوض فيها من غير خشية، فالذي يدعي المحبة وهو بعيد عن الخشية واتباع السنة والموالاة في الله والمعاداة في الله والغيرة على حرمات الله فدعواه كاذبة.
وأشدّ ذلك وأوقعه في القلب الخوف من عذاب الآخرة، وذلك يشمل عذاب القبر وأهوال يوم القيامة وعذاب النار، وهو مع ذلك يخاف من العذاب الدنيوي أيضاً.
والثانى: تصديق الوعيد وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.