ومن عيوبها: أن الخطيب - أعني بعض مَنْ يخطب - يحاول أن يصلح الدنيا كلها بخطبة واحدة، فلا يخاطب الناس قَدْرَ عقولهم، ولا يكلِّمهم على مقتضى أحوالهم، ولا يسير بهم في طريق الصلاح خطوةً خطوة؛ بل يريد أن يبلغوا الكمال بقفزة واحدة، مع أن الطفرة في رأي علمائنا محالٌ.
وهذا يدل على أن الإمام أحمد كان يتوسط في باب القصص والمواعظ ولا يشدد كبعض الأئمة من السلف ومذهبه أصح لدلالة النصوص الخاصة والعامة والمقاصد الشرعية والمصلحة المرسلة والله أعلم.
قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله - عز وجل - فافعل.
ثانياً: في الصحيح غنية عن الضعيف: وعند اعتماد الواعظ الكتاب والسنة، فإنه سيجد في تفسير القرآن كثيراً من الروايات الضعيفة، والإسرائيليات الموضوعة، وسيجد في كتب الحديث كثيراً من الأحاديث التي لا تثبت، وحينئذ: فإن عليه الحيطة والحذر بمراجعة كلام أهل العلم فيها، وهذا التحري دليل على صدق الواعظ؛ ففي حديث مسلم: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع 6.
كما وردت كثيراً عن السلف.
و قد ضبط هذا الاسم بالقلم في ط كزبير.
فعندما يتحدث الخطيب باستمرار عن فن واحد يظن المستمع أن هذا هو الإسلام، وأما غيره فليست لربه علاقة.
وكثيراً ما عجب الغربيون من الجاليات المسلمة حين يُقتِِِِّر أفرادها على أنفسهم وأولادهم لسداد إيجار المركز أو المسجد، أو شرائه، كما يعجبون أيضاً من تنامي المراكز والمساجد في بلاد الغرب، وكثرتها واتساعها شيئاً فشيئاً، ويعجبون أكثر حين يرون الزحام الشديد على هذه المراكز يوم الجمعة مع خلوِّ الكنائس يوم الأحد إلا من عدد قليل.